ألوان التسويق وتأثيرها على المستهلك

الألوان أداة قوية في مجال التسويق و التصميم، فلا يتم اختيار الألوان بصورة عشوائية، بل هناك علم و فن وراء كل لون يتم استخدامه في الحملات الترويجية أو في التصاميم.

حيث تؤثر الألوان بشكل مباشر على أفكار و مشاعر المستهلكين، مما ينعكس على قراراتهم الشرائية.

محتوى المقال

ألوان التسويق و تأثيرها على المستهلك: دليل Allmedia

كل لون له رسالة معينة يوصلها للمتلقي، لذلك سوف نتحدث في منشور المدونة هذا عن ألوان التسويق وتأثيرها على المستهلك.

فاللون الأحمر مرتبط بالحماس و الطاقة و النشاط، بينما اللون الأزرق يوحي بالهدوء و الاستقرار.

أما اللون الأصفر يثير الانتباه و يرمز للسعادة و التفاؤل. وهكذا تؤثر الألوان على المشاعر و الانطباعات المرتبطة بالعلامات التجارية أو منتجاتها.

ألوان التسويق و تأثيرها على المستهلك

على سبيل المثال لا الحصر يشير :

الأحمر: للطاقة و النشاط و للإثارة، العاطفة، الغضب، الخطر، العمل، القلق، القوة. و هو مثاليًا للشركات الغذائية و الإعلامية.
البرتقالي: المرح، الود، الإبداع، الدفء، الحماس.
الأصفر: السعادة، التفاؤل، التحذير، الفرح، الأصالة، الحماس. و يعتبر مثاليًا لشركات التصميم و الإعلام و الخدمات الاستشارية و الانشاءات.
الأخضر: الشباب، النشاط، القوة، الطبيعة، النمو، الاستقرار. و هو مثاليًا للشركات الصحية و الأغذية الطبيعية و الرياضة.
الأزرق: الهدوء، الاستقرار، العمق، السكينة، الثقة. و هو مثاليًا للشركات الطبية و التكنولوجية و الخدمات المالية.
الأرجواني: الملكية، الفخامة، الرومانسية، التأمل، الهدوء.
الوردي: الأنوثة، الشباب، الخيال.
الأسود: الفخامة و الكلاسيكية. و يعتبر مثاليًا لشركات الأزياء و التجارة الدولية.

لذا على الشركات التأكد من اختيار اللون الذي يناسب جمهورها و زبائنها و يتوافق مع هويتها التجارية، من خلال استخدام صحيح لألوان التسويق وتأثيرها على المستهلك.

استخدام ألوان التسويق وتأثيرها

يجب على العاملين بالتسويق دراسة التأثير النفسي للألوان و كذلك الألوان المناسبة لكل صناعة و الجمهور المستهدف.

حيث أن اختيار الألوان الصحيحة المناسبة يساعد على جذب الانتباه و خلق تجربة مستهلك إيجابية.
على سبيل المثال، تستخدم العديد من شركات الطعام و المشروبات الألوان الساخنة كالأحمر و البرتقالي لإثارة الشهية، بينما تميل شركات الرعاية الصحية لاستخدام الألوان الباردة كالأزرق و الأخضر للتأكيد على النقاء و الصحة.

وأحيانا تمزج الشركات بين هذين اللونين القويين الأحمر و الأزرق كيفما فعلت شركة بيبسي.

بالإضافة إلى ذلك، هوية العلامة التجارية أحد العوامل الرئيسية لنجاح أي عمل تجاري.

إن الحاجة إلى مجموعة من الصفات التي تميزك عن منافسيك أصبحت ملحة بشكل خاص اليوم مع نمو الصناعات الكبرى و الناشئة في السوق.

حيث تعمل الشركات في بيئة تنافسية للغاية و لا يوجد عادةً فرق كبير في جودة السلع و الخدمات. كما، يعتمد تواجد الشركة في السوق إلى حد كبير على جودة المنتج الأفضل، و لكن هناك عوامل الأخرى غير الجودة تزداد أهميتها على المدى البعيد.

و بالتالي، هوية العلامة التجارية القوية فرصة للتميز بين الشركات الأخرى في نظر عملائها.

طرق استخدام الألوان في التسويق

و فيما يلي خمس طرق لاستخدام ألوان التسويق وتأثيرها بشكل فعال لبناء هوية علامة تجارية جذابة.

سيكولوجية ألوان التسويق وتأثيرها

1) تحديد هوية المؤسسة

تستخدم المؤسسات لوحة ألوان محددة لتحديد علامتها التجارية عند تصميم منتجاتها، و هي مكون بصري أساسي لهوية العلامة التجارية.

فالهوية المميزة الجذابة هي بمثابة مفتاح التعرف على العلامة التجارية بشكل كبير.

عند بناء الهوية المؤسسية، من المهم للغاية إنشاء لوحة ألوان تعكس شخصية و قيم العلامة التجارية. كما يجب دمج هذه الألوان في تصميم الموقع الإلكتروني، و مواد التغليف، و مختلف انواع المواد الترويجية، و ملفات التعريف على وسائل التواصل الاجتماعي.
حيث يؤدي الاستخدام المتسق لمجموعة معينة من الألوان لخلق تناغم بصري في كل ما تقدمه الشركة للجمهور العام. و بالتالي، العمل على تحسين جعل العلامة التجارية أكثر تميزًا.

2) تغليف المنتجات

التغليف هو وجه المنتج. التصميم هو غالبًا العامل الحاسم في اختيار منتج ما على آخر، حيث غالبًا ما تكون الجودة العالية غير قادرة على تعويض الافتقار في التغليف الجذاب والقابل للتعرف عليه.

حيث أن استخدام الألوان الزاهية أو المتناغمة في التصميم هو طريقة أخرى للتميز عن المنافسة.

فشركة كوكاكولا على سبيل المثال، و منافسها الرئيسي شركة بيبسي عندما دخلت هذه الشركة السوق لاحقًا واستخدمت اللون الأزرق لجذب انتباه المستهلك و تمييز نفسها عن منافستها.

لذلك، عليك بإجراء بعض الأبحاث لتحديد الألوان السائدة التي يستخدمها منافسوك في مجال عملك و اختر الألوان التي تميز علامتك التجارية عنهم. عبر استخدام ألوان فريدة، لجذب الانتباه، و بناء هوية فريدة. تذكر أن العملاء لا يعرفون منتجاتك. و يختارون غالبًا بناءً على خصائصه المرئية.

3) الاستفادة من المشاعر المرتبطة بألوان محددة

كما ذكرنا سابقًا، تميل الألوان إلى إثارة مشاعر معينة. و يمكن للأنماط التي يحددها علم نفس الألوان أن تساعد العلامة التجارية في توقع رد الفعل اللاواعي لجمهورها المستهدف.

بالتأكيد، يمكن استخدام علاقة اللون و التفاعل هذه في المواد التسويقية.

فمن خلال اختيار الألوان المناسبة لإعلاناتهم، يمكن للمعلنين التسبب في استجابات عاطفية محددة من المرجح أن تدفع العملاء إلى اتخاذ إجراءات مستهدفة.

4) استخدام الألوان للتعبير عن جودة المنتج

هل تعتقد أن اختيار العديد من شركات الأدوية للون الأخضر كجزء من هويتها المؤسسية هو مجرد مصادفة؟ هذا غير صحيح! يربط الناس دون وعي اللون الأخضر بالطبيعة والصحة. علاوة على ذلك، يرتبط اللون الوردي بالحنان والرومانسية، والأبيض بالنقاء والهدوء.

يمكن للعلامة التجارية الاستفادة من هذه الارتباطات للتأثير على تصور المستهلك لخصائص المنتج.

على سبيل المثال، يمكن للعلامة التجارية الفاخرة استخدام لمسات ذهبية أو فضية لإثارة الشعور بالفخامة والحصرية. كما يمكن للعلامة التجارية التي تركز على الصحة أو الاستدامة اختيار درجات اللون الأخضر والبيج والبني الفاتح.
بشكل عام، فهم المشاعر المرتبطة بالألوان المختلفة يسمح للعلامات التجارية بالتأثير بشكل استراتيجي على تصور منتجاتها أو خدماتها.

5) تكييف الألوان مع السياق الثقافي

إن تفسير الألوان يعتمد على السياق الثقافي. فاللون نفسه قد يحمل معاني متناقضة في بلدان مختلفة. خذ اللون الأخضر على سبيل المثال. فبالإضافة إلى رمزيته العالمية ـ الطبيعة و الحياة ـ إلا إنه قد يحمل معاني إضافية. ففي الولايات المتحدة، يرتبط اللون الأخضر بالمال و الرخاء، بينما قد يرتبط في الصين بالخيانة الزوجية. و يستخدم الصينيون عبارة “ارتد قبعة خضراء” عند الإشارة إلى خيانة المرأة، و يتجنب الرجال بكل تأكيد ارتداء أغطية الرأس الخضراء. و بالتالي فإن استخدام قبعات البيسبول الخضراء كسلع تجارية قد يؤدي إلى فضيحة.

عند العمل في الأسواق العالمية، يجب على الشركة أن تأخذ بعين الاعتبار مثل هذه الفروق الثقافية في هويتها المؤسسية. لتجنب المواقف التي قد تؤثر سلبًا على صورة الشركة و أدائها المالي في المنطقة، قم بإجراء بعض الأبحاث حول خصوصياتها الثقافية. ليس هذا مفيدًا فقط من حيث رمزية الألوان فحسب، بل سيساعد الشركة أيضًا على مراعاة التفاصيل الدقيقة الأخرى الخاصة بالمنطقة.

تشكل الطرق المذكورة أعلاه استخدام الألوان في تشكيل هوية العلامة التجارية أداة رائعة للشركات لفهم و توقع ردود أفعال الجمهور المستهدف. و معرفة طريقة تأثير هوية الشركة أو لون التغليف على المستهلك، يساعد الشركات في التخطيط والتأثير على إدراك المستهلك لخصائص المنتج

و مع ذلك، يجب توخي الحذر من استخدام الألوان بطريقة مضللة أو معالجة صور المنتجات بشكل مبالغ فيه. فالتلاعب اللوني غير الأخلاقي قد ينشئ توقعات غير واقعية لدى المستهلكين. و يؤدي في النهاية لخيبة أمل عند استخدام المنتج. لذا على المسوقين التوازن بين الجاذبية و الشفافية في تصميماتهم.

نصائح للمسوقين

فيما يلي عدد من التوصيات الهامة التي يمكن تقديمها للمسوقين عند استخدام ألوان التسويق وتأثيرها:

1. فهم التأثير النفسي للألوان: يجب على المسوقين دراسة معاني الألوان المختلفة و انطباعات المستهلكين نحوها.

بالإضافة إلى فهم طريقة تأثير الألوان على المشاعر و الإدراك لاختيار الألوان المناسبة لعلامتهم التجارية.

2. استخدام الألوان المنسجمة مع بعضها: عند تصميم هوية العلامة التجارية، يجب اختيار مجموعة محددة من الألوان المتناسقة والمتسقة. مع تجنب التناقض اللوني و التنوع المفرط الذي قد يشتت انتباه المستهلك.

3. تنسيق الألوان عبر القنوات الإعلامية المختلفة: يجب أن تتناسق الألوان المستخدمة في المواد التسويقية المختلفة (الموقع الإلكتروني، المنشورات الاجتماعية، المطبوعات، إلخ) لتعزيز التماسك البصري للعلامة التجارية.

4. اختبار الألوان مع الجمهور : لا تتردد في إجراء اختبارات المختلفة للألوان. و قياس ردود فعل المستهلكين. كن مستعدًا للتكيف و التعديل إذا لزم الأمر للوصول إلى الحل الأمثل.

باتباع هذه التوصيات، سيتمكن المسوقون من استخدام الألوان بشكل فعال لتعزيز هوية العلامة التجارية و جذب انتباه المستهلكين.

ختاما…

في النهاية، تعد ألوان التسويق وتأثيرها، أداة فعالة في استراتيجية التسويق و تصميم الإعلانات إذا تم الاستفادة منها بعناية و بشكل صحيح .

حيث أن اختيار الألوان المناسبة يساهم في إيصال رسالة العلامة التجارية بشكل قوي و مؤثر، وعلى المسوق الناجح الاستفادة من هذه السيكولوجية الفنية لدخول عالم التسويق التنافسي من أبوابه المميزة.